فلسطينيون يتهمون شركة إعلام ألمانية بالتورط في انتهاكات حقوق الإنسان

فلسطينيون يتهمون شركة إعلام ألمانية بالتورط في انتهاكات حقوق الإنسان
المقر الرئيسي لمجموعة أكسل سبرينغر الإعلامية الألمانية في برلين

تقدّم 5 فلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة بشكوى تنظيمية رسمية في ألمانيا ضد شركة الإعلام الألمانية العملاقة "أكسل شبرينغر"، متهمين إياها بالمساهمة في انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين.

تعزيز الاستيطان

وتستند الشكوى وفق ما نشره موقع “إنترسبت” الثلاثاء إلى دور منصة الإعلانات الإسرائيلية "ياد2" (Yad2)، المملوكة للشركة، في دعم المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

وتستضيف منصة “ياد2” إعلانات بيع وتأجير العقارات، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية وفق القانون الدولي. 

ويؤكد الفلسطينيون أن هذه المنصة تسهم بشكل مباشر في توسيع المستوطنات، مما يؤدي إلى الاستيلاء على أراضيهم وإقصائهم من ممتلكاتهم، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم الإنسانية.

القانون الألماني وسلاسل التوريد

تعتمد الشكوى على قانون "العناية الواجبة في سلاسل التوريد" الذي أقرته ألمانيا العام الماضي، والذي يلزم الشركات الألمانية بمراقبة تأثير أنشطتها وسلاسل التوريد الخاصة بها على حقوق الإنسان. ويزعم مقدمو الشكوى أن أكسل شبرينغر، من خلال ملكيتها لمنصة “ياد2”، تدعم الاستيطان الإسرائيلي، في انتهاك مباشر لهذا القانون.

مطالبات بوقف الانتهاكات

وقالت أنابيل بروغمان، المستشارة القانونية في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان في برلين: "المشاركة في الاستيلاء غير القانوني على الأراضي وإخلاء الفلسطينيين من منازلهم يعد انتهاكًا واضحًا لقانون العناية الواجبة في سلاسل التوريد، وعلى أكسل شبرينغر أن تضمن عدم مساهمتها في استمرار هذه الانتهاكات من خلال أنشطتها التجارية".

التحرك المتزايد لمحاسبة الشركات

تمثل هذه القضية جزءًا من التحرك الدولي المتزايد لمحاسبة الشركات التي تساهم في دعم الأنشطة الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

وتستند الشكوى إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في يوليو 2024، الذي أكد ضرورة منع الدول من دعم الأنشطة التي تعزز الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني.

تأتي هذه الشكوى في وقت تتزايد فيه حدة الصراع والعنف في الضفة الغربية، حيث شهدت المنطقة أكثر من 1400 هجوم نفذه المستوطنون الإسرائيليون منذ أكتوبر 2023، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وقد ساهمت الدعوات العلنية التي أطلقها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش لضم الضفة الغربية في زيادة الجرأة لدى المستوطنين لتنفيذ المزيد من الهجمات والاستيلاء على الأراضي.

شركة أكسل شبرينغر

تعد "أكسل شبرينغر" واحدة من أكبر الشركات الإعلامية في أوروبا، حيث تمتلك العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية الشهيرة، بما في ذلك "بوليتيكو" و"بيزنس إنسايدر" في الولايات المتحدة، و"بيلد"، أكبر صحيفة في ألمانيا

كما تمتلك الشركة تطبيق "أبداي"، أكبر تطبيق لتجميع الأخبار في أوروبا. وتعتبر "أكسل شبرينغر" دعم إسرائيل جزءًا من سياستها الأساسية، التي تلزم جميع الشركات التابعة والموظفين بها. وفصلت الشركة موظفًا لبنانيًّا في أكتوبر 2023 بسبب انتقاده لسياسات الشركة المؤيدة لإسرائيل.

وتُواجه الشركة انتقادات متزايدة لدورها في تشكيل الخطاب الألماني حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتعرضت صحيفة "بيلد" لاتهامات بالتحيز ضد الفلسطينيين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية